قصيدتان
و. س. ميروين
العيش مع الأخبار
هل بإمكاني أن أعتاد عليها يوماً بعد يوم،
تدريجيّاً، بينما يأتي المد أكثر سرعة والأمواج تكبر
وتتراكم محطمّة الأرقام القياسية
ليس هذا هو العالم الذي أتذكّره
ثم يأتي يوم أفتح فيه العلبة
التي أذكر أنني كنت قد ملأتها بعناية
لأجد أمامي الوجه الذي كنت أعرفه جيداً
وقد أصبح قطّعاً صغيرة تحدّق فيّ
لم يُذْكَر على الصفحات الأولى
بل في مكان ما في الآخر، قرب صفحة العقارات
بين الأشياء التي تحدث كل يوم
لشخص ما، واليوم هو أنا
وما الذي يمكن أن أفعله؟ ومن يمكن أن يقول لي؟
ثم هناك ما يأتي الطبيب ليقوله
الصبر اللامتناهي لن يكفي أبداً
الأمل الوحيد هو أن أكون ضوء النهار
رسالة إلى بو جوي
في ذلك الشتاء العاشر من منفاك
البرد لا يتركك وشأنك
وجوعك يتألم في جوفك
ليل نهار بينما تسمع الأصوات
الخارجة من الأفواه الجائعة حولك
شيوخ وأطفال وحيوانات
ستائر العظام تلك تتأرجح على ركائز خشبية
وسمعت نحيب الطيور الخافت
وهي تبحث في الطين المتجمّد عن شيء
تبتلعه وراقبتَ المهاجرين
محبوسين في البرد والإوز الضخام
توهن كل يوم حتى لا تقوى
أجنحتها على أن ترفعها عن الأرض
واستطاع جمعٌ من الصبية أن يمسكوا واحداً منها
بشبكة وسحبوه إلى السوق
لكي يُطْبخ وفي تلك اللحظة
رأيته أنت في منفاه هو
ودفعت ثمنه وأبقيته حتى
استعاد قدرته على الطيران وأطلقت سراحه
ولكن إلى أين سيذهب في عالم
زمنك وحروبه في كل مكان؟
الجنود جائعون والنيران موقدة
السكاكين مشهرة قبل ألف ومئتي سنة
كنت أود أن أعلمك
بأن الطائر بخير وهو معي هنا
ستتعرف على المهاجر العجوز
فهو معي منذ فترة طويلة
وليس مستعجلاً على الرحيل
فالحروب الآن أكبر من أي زمن مضى
والطمع وصل أرقاماً لن تصدقها
ولن أقول لك عمّا يفعلوه
بالإوز قبل أن يقتلوها
نحن الآن نذيب قطبي الأرض
و لا أعرف البتّة
إلى أين سيذهب بعد أن يتركني
* بو جوي (٧٧٢-٨٤٦) شاعر صيني.
[ترجمة سنان أنطون]